تركيا … عادات تتجدد في كل عام وأجواء رمضانية خاصة

تستقبل المساجد في تركيا شهر رمضان المبارك بعبارات “أهلاً وسهلاً بسلطان الشهور”، أو “صُم وتعافى في رمضان”، أو عبارة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وغيرها من العبارات التي يستطيع القارئ مشاهدتها من الأماكن البعيدة وتكون معلقة على أحبال مضيئة فوق المساجد.
وتقوم البلديات في الولايات التركية المختلفة، بالإضافة إلى المنظمات والجمعيات الإسلامية، بإقامة الإفطارات الجماعي، والتي يطلق عليها “موائد الرحمن”، في الحدائق والطرقات والساحات، حيث توفّر هذه الأماكن في كل عام ملايين الوجبات، ولا تقتصر على الطبقة الفقيرة فقط.
ومؤخراً أصبحت برامج الإفطار في رمضان، والتي تقوم بتقديمها البلديات، علامة بارزة في البرامج الرمضانية لدى المواطنين، حيث بدأت البلديات تتفنّن في طريقة تقديم وجبات الإفطار في الشوارع والميادين، نظراً لخبرتها التي تعدّت عشر سنوات في تنظيم الإفطارات الجماعية.

ويختلف الطعام التقليدي لدى الأتراك في رمضان من منطقة لأخرى، إلا أن القاسم المشترك لدى الغالبية هو الحرص على تناول خبز “البيدا” (المصنوع يدويًا بالأفران التي تستخدم الوقود أو الأخشاب)، و”البسطرمة” و”الصوجق” (لحوم محفوظة بطريقة خاصة)، وحبات من التمر، إضافة إلى الشوربة التركية”، والتي تعدّ طبقاً رئيسياً في غالب الوجبات، وعلى مدار العام وليس في رمضان فقط.
وتتزين شرفات المباني والمنازل بالأهلة المضاءة وحولها نجوم، تضفي عليها جمالًا ورونقًا خاصًا، تنعكس بشكل إيجابي على المارة الذين يرقبونها بإعجاب.
وعلى الرغم من التقدم الكبير، الذي تشهده تركيا، ما زالت وظيفة “المسحراتي” مستمرة حتى اليوم، الذي يقوم بتنبيه النائمين للاستيقاظ وتناول وجبة السحور.
وتقوم البلديات في الولايات التركية بتأمين “المسحراتي” للأحياء والقرى، وهي من العادات التي ما زالت منتشرة في غالبية المناطق التركية، ويبدأ المسحراتي بالتجول في الأزقة والطرقات وقت السحور.
ومع اقتراب موعد رفع أذان المغرب، يترقب المواطنون صوت المدفع، والذي يؤذن ببدء الإفطار، وهي من العادات المتوارثة منذ زمن العثمانيين.
Join The Discussion